شريط الأخبار

أقسام الموقع
يتم التشغيل بواسطة Blogger.

الكتابة الصحفية التزام اخلاقي ومسؤولية امام المجتمع



اختيار الكتابة كوسيلة للدفاع عن قضية شعبنا العادلة, وصولا الى ترقية مجتمعنا حضاريا واقتصاديا واجتماعيا, اختيار نموذجي ومثالييدعي كل من حمل القلم انه خيارهوانه مستعد لدفع ثمنه الباهظ من وقته وماله وصحته وعلاقاته,  والواقع ان فرسان مثل تلك الخيارات قليلون.
ما يهمنا منهم في هذه المقالة  هم  الصحفيون, الذين في غالبيتهم يختارون عن قناعة  خلال مشوارهم الدراسي  مهنة الصحافة, ربما من موقع الالتزام الاخلاقي  والاستعداد النفسي لتحمل مسؤولياتهم.
اولا : فيما يتطلبه  التحرير, كالتعريف بقضية شعبهم, والاستعداد للتضحية في سبيل الاسراع باخراجه من ربقة الاحتلال الى فضاء الاستقلال.
 وثانيا : فيما يتطلبه  البناء وتقتضيه الضرورة وتفرضه المسؤولية من تدقيق للاخبار والمعلومات قبل نشرها, وحفظ للاسرار والمكنونات التي يتم الحصول عليها, والحذر من ترويج الاشاعات والدعايات والافكار الهدامة.
 ان  من بين نقاط ضعفنا  القاتلة  جهل غالبية شعوب العالم  بقضيتنا العادلة,  واختراق خطاب العدو المسموم لصفوفنا.
وطبيعي ما دام سر وجودنا  وسر مكاسبنا هي وحدتنا الوطنية, كما قال الشهيد الولي, رحمة الله عليه, فان   الاحتلال المغربي  لن يدخر جهدا  لضربها في الصميم, بتجنيد مرتزقتنا فينا بسلوكاتهم  وباموالهم وبالسنتهم  وباقلامهم ومواقعهم وهذا اخطر ما في الوجود, ومن هنا تبرز المسؤولية التاريخية للصحفيين  الصحراويين من موقع كونهم وسطاء  شعبهم المقاوم في الداخل والخارج.
ان الصحفي الصحراوي  الحاذق يرقى بخصوصيات  واسرار مجتمعه  الى مستوى المكانة  التي تحظى بها لديه خصوصيات واسرار  بيته واسرته, فاذا كان في بيته  لا يجد صعوبة في الاطلاع على كل كبيرة وصغيرة اذا رأت  اسرته انه اهلا لذلك, فان مهنة الصحافة مفتاح بيته الكبير للاطلاع على اسرار وخصوصيات مجتمعه.  
ان الصحفي  في مجتمعنا لا يجد صعوبة في الوصول الى عين  الخبر اواستقاءه من مصادره, كما يتمتع  بحق  اجراء المقابلات  والاستجوابات  والاستطلاعات والتحقيقات وغيرها من الاساليب الصحفية , التي تساعده  على محاربة الإشاعات, ودحض الدعايات, وفضح الممارسات والسلوكات المخلة بانسجام المجتمع, او المهددة لوحدته وتماسكه.
ان عليه ان يحافظ على خصوصيات و اسرار مجتمعه بالقدر الذي يحافظ فيه على خصوصيات واسرار بيته وعائلته.
والواقع انه في غياب قوانين تحدد صفة الكاتب الصحفي  وموضوع الكتابة الصحفية لدينا , وامام  التطور الهائل لتكنولوجيا الاعلام الداعم  لاتساع وهيمنة شبكة المعلومات الدولية, وسهولة انشاء مواقع او بلوكات على الشبكةوشحنها بالغث والسمين والمندس والسليم دون قيود, جعل مجال الصحافة لدينا يخترق في كل مرة بمواقع جديدة, ويشهد وجوه جديدة تدعي الانتساب للصحفيين, وهم في اعتقادنا  بعيدين كل البعد  عن حيازة تلك المكانة المرموقة, او  ادراك اسرارها ,  اونيل حظوتها مهما, كثرت مواقعهم  واستفحل ضجيجهم.
 فلا غرابة ان يتقمص "الصحفي"  منهم صفة الشاعر الذي يقتات من قريضه,  فيمدح ويذم, او يتحزب فينتصر لفصيله  ظالما او مظلوما, لا تهمه لغته الركيكة ولا اسلوبه  المبتذل ما دام يتوهم بانه سيلحق  الضرر المعنوي بخصمه.
ان سلامة المجتمع  من سلامة صحفييه, فهم الوسطاء  بين افراده وجماعاته,  ينقلون  رسائل الوعاظ والمصلحينويعكسون نموذجية القادة الطلائعيين,  وينشرون تجارب الناجحين في مختلف الميادين, ويفضحون ممارسات المفسدين,  مبتعدين  عن  المساهمة في كل  ما من شانه ان يخل بتوازن المجتمع,  من بث للاشاعاتاو ترويج للدعاياتاو تشجيع  للسلوكات  المشينة, او تشييع  للنعرات والتحزبات, فالصحفيون غيورون على مجتمعهم  غيرتهم على عائلاتهم,  مادام  المجتمع ليس الا تجميعا كميا   لعائلات لها خصوصيات  ولها اسرار,  ولها على المجتمع حفظ تلك الخصوصيات والاسرار, ما اخلت بانسجامه او اثرت على وحدتهذلك النوع من الصحفيين هم  ابناء الشعب البررة وهم جنود العلن والخفاء الجديرين بالتقدير  والتبجيل والاحترام.
قد يكون الكاتب  بشكل عام  مستعدا للتضحية في سبيل المبادئ التي  يؤمن بها, ولكن جذوة شعوره  تلك تبدا تدريجيا في التراجع والخفوت, او الاندفاعة والظهور, مع اول خروج له  من نطاق ذاته بمقاييسها الذاتية,  الى فضاء محيطه الخارجي  بمعاييره الموضوعيه.
فالكتابة ليست  في واقع الامر ترجمة حرفية لما يشعر به الكاتب, او يشغل ذهنه, او يقع عليه بصره, بقدر ما هي مسؤولية والتزام. بمعنى انها ترتبط ارتباطا قويا بمعايير المجتمع وبتطلعاتهاذا اراد الكاتب ان يجعل منها  وسيلة للاصلاح او التغيير.
بقلم : محمد المختار

شارك الموضوع:

التصنيفات:

اسم الكاتب

نبدة عن الكاتب.....:

  • لإضافة الرموز تظهر أيقونات