راي صمود : جبهة البوليساريو من التلويح بالعودة الى الحرب الى الاستعداد الفعلي لها..
لفتت
الانتفاضة السلمية التي انطلقت شهر ماي
2005
بالعيون
عاصمة الصحرء الغربية المحتلة,
انظار
العالم الى حقيقة النزاع بالصحراء الغربية
بشكل عام ومعاناة الصحراويين تحت الاحتلال
المغربي بشكل خاص,
حيث
اثبتت تقارير المنظمات الدولية و المراقبين
الدوليين والشهادات الحية لضحايا السجون
المغربية,
ارتكاب
المحتل المغربي لانتهاكات جسيمة في حق
الصحراويين المناهضين لوجوده,
وطالبت
بتحسين اوضاع حقوق الانسان ,
وبدور
فعال لبعثة الامم المتحدة في الاقليم
المحتل.
كما
لفت مخيم اكديم ازيك انظار العالم الى
مآل الثروات الطبيعية للصحراء الغربية,
مما
جعل العديد من الشركات التي وقعت عقودا
مع المغرب للتنقيب بالاراضي المحتلة
تتراجع و تنسحب,
وجعل
الاتحاد الاوروبي يعيد النظر في اتفاقياته
المبرمة مع المغرب التي لها علاقة
بالصحراء الغربية وخصوصا اتفاقية الصيد
البحري التي تم تقييدها بشروط.
لقد
بدا الضغط الدولي في مجال حماية حقوق
الانسان و الاستغلال الامثل للثروات
الطبيعية للصحراء الغربية يتجه نحو المس
مما يسميه المغرب "سيادته
على الصحراء الغربية" ,
بصدور
تقرير المستشار القانوني للامم المتحدة
حول الثروات الطبيعية,
وباقتراح
الولايات المتحدة الامريكية على مجلس
الامن الدولي انشاء الية لمراقبة حقوق
الانسان بالصحراء الغربية,
والضغوض
التي بدا الاتحاد الاوروبي يمارسها على
المغرب لتبرير تصريف عائدات اتفاقية
الصيد البحري.
وكان
محمد السادس قد راهن على حلفائه لكسب
دعم دولي واسع لمقترحه "
الحكم
الذاتي"
الذي
قدمه الى مجلس الامن الدولي سنة 2007
على
انه الحل الوحيد القابل للتطبيق,
من
منطلق اقتناعه من ان تطبيقه حتى في حدوده
القصوى,
سيعزز
حتما بسط سيادته الكاملة على الصحراء
الغربية,
تماما
مثلما كان الحسن الثاني يراهن على اشراف
ادريس البصري على الاستفتاء ليكون
بالفعل استفتاءا تاكيديا لما يسميه
مغربية الصحراء,
ولكن
الرياح تجري بما لا تشتهيه سفن الملك,
فخيار
الحكم الذاتي لن يكون حلا نهائيا لنزاع
الصحراء الغربية الا اذا تمت تزكيته
بالتصويت عليه من خلال الاستفتاء,
وهذا
الاخير لابد ان يضع مجموعة من الخيارات
من بينها الاستقلال امام المصوتين,
خصوصا
وان المغرب يفتقد الى الارادة السياسية
لايجاد حل عادل ودائم من خلال التفاوض
مع جبهة البوليساريو الممثل الشرعي الوحيد
للشعب الصحراوي.
ان
رفض المغرب للاستفتاء,
وغياب
الارادة السياسية لديه للتفاوض الجاد
والبناء مع جبهة البوليساريو,
ادى
به الى الباب المسدود,
وكان
رفضه لاستقبال المبعوث الشخصي للامين
العام للامم المتحدة شهرابريل 2014,
بمثابة
الخطوة الاولى في مسلك التصعيد,
وبداية
التحضير الفعلي لبدائل اخرى ستكون لها
دون شك انعكاساتها الخطيرة على فرص السلام
المتاحة و من اكثرتلك البدائل بروزا :
- تشديد حصاره العسكري والاعلامي على المناطق المحتلة, وانتهاج سياسة التضييق على فعاليات الانتفاضة السلمية من خلال تصعيد القمع ضد نشطائها وضد عائلاتهم, بمنع مظاهراتهم السلمية والتضييق عليهم اقتصاديا بقطع مصادر رزقهم , ومحاولة الاساءة اليهم اجتماعيا, باستقصاء اخبارهم والتجسس على تحركاتهم, وزرع الفتنة بينهم, في محاولة يائسة لافشال مقاومتهم السلمية او تحريفها عن طابعها السلمي ليتسنى له كسب الدعم الدولي لقمعها واسكات صوتها بالقوة.
- قطع الطريق على اية محاولة لتوسيع صلاحيات بعثة الامم المتحدة " المينورسو" , واعتبار اية خطوة في ذلك الاتجاه مرهونة بموافقة الطرفين, او تحميل الامم المتحدة في حال احداث اي تغيير بشكل انفرادي المسؤولية الكاملة عن نسف الاتفاق من اساسه.
- جعل من الجلاد حكما من خلال محاولة فرض ما يسمى "المجلس الوطني لحقوق الانسان" وسيطا ومحاورا للمراقبين الدوليين, و للمنظمات والجمعيات والهيئات الدولية التي تعنى بحقوق الانسان في المناطق التي يحتلها.
- التلويح بتطبيق ما يسمى بالجهوية الموسعة على الاقليم المحتل, في محاولة للتغطية على النهب المستمر لثرواته الطبيعية, ومحاولة ايهام الراي العام الدولي بتصرف الصحراويين في عائداتها محليا من خلال ما سيسميه بمجالسهم الشعبية المنتخبة.
- اغراق المناطق المحتلة بالمخدرات, وتوسيع شبكات تهريبها على امتداد الحزام الناري الذي تحرسه قواته, ليشمل الاراضي المحررة وموريتانيا والجزائر, ويكون مصدرا يعوض تراجع عائدات السياحة, ويساهم في تحريف الشباب, وتشجيعه على التطرف وتدريجه للسقوط في شباك الارهاب الدولي, لاذكاء بؤر التوتر بمنطقة الساحل والصحراء, وصولا الى اقحام المنطقة بالكامل في اتونها.
جبهة
البوليساريو التي اخذت خطوات المغرب
التصعيدية بجد,
انتقلت
من التلويح بالاستعداد للحرب الى التحضير
الفعلي لها ,
حسب
مصدر مقرب من الجيش الصحراوي,
حيث
من المنتظر ان يتم قريبا الشروع في المناورة
العسكرية الثالثة التي ستقام بمنطقة
اتفاريتي المحررة .
المناورات
العسكرية التي شرعت جبهة البوليساريو في
تنظيمها تهدف حسب نفس المصدر الى الوقوف
على الجاهزية القتالية لجيش التحرير
الشعبي الصحراوي الجناح المسلح
للبوليساريو,
الذي
يسيطر على الاراضي المحررة ,
ويتوزع
على الشكل التالي ,
الخلف
ويضم الناحية العسكرية السادسية ومراكز
الدعم والاسناد الخلفية للنواحي الامامية,
والامام
الذي يضم النواحي الجنوبية الثالثة
والاولى والسابعة,
والنواحي
الشمالية الخامسة والثانية والرابعة .
المصدر
الذي اعتبر ان سياسة التصعيد التي ينتهجها
المغرب والتي عكسها بشكل واضح محمد السادس
في خطاب ما يسمى بالمسيرة الخضراء لابد
ان تكون لها تداعيات على الارض مما يطلب
الاستعداد الفعلي للرد على كل الاحتمالات.