في ظل توتر غير مسبوق بين المغرب والأمم المتحدة مجلس الأمن يناقش اليوم التحديات التي تواجه عملية السلام في الصحراء الغربية(تحليل)
يعقد مجلس الأمن الدولي مساء اليوم الاثنين جلسة مشاورات مغلقة لمناقشة التحديات التي تواجها عملية السلام في الصحراء الغربية وتقيم الجهود الأممية لحل القضية الصحراوية منذ دراسته للقضية ابريل 2014.
وبحسب المعطيات فان المجلس سيستمع لإحاطة يقدمها المبعوث الشخصي للامين العام السيد كريستوفر روس يستعرض من خلالها الجهود الأممية وفق ما طلب في القرار رقم2152 الذي تبناه مجلس الامن نهاية ابريل 2014.
ومن المنتظر أن يكشف كريستوفر روس عن العراقيل المغربية التي حالت دون تطبيق ما جاء في القرار بخصوص النهج الجديد للمبعوث الشخصي والمتمثل في تعزيز الاتصالات وتكثيف الزيارات إلى المنطقة بهدف التمهيد لاستئناف المفاوضات .
وتعقد الجلسة في ظل توتر غير مسبوق في علاقة المغرب مع الأمم المتحدة نتيجة رفض هذا الأخير زيارة الممثلة الخاصة للامين العام المعينة حديثا وعرقلة برنامج البعوث الشخصي، ووصل الأمر إلى حد القطيعة بين الطرفين إذ لجأت الأمم المتحدة شهر غشت الماضي إلى الولايات المتحدة الأمريكية للضغط على المغرب لإقناعه بالتراجع عن مواقفه.
وبحسب ما تسرب من معلومات فان المغرب سيجد نفسه أمام مواجهة حقيقية مع أعضاء مجلس الأمن الدولي تنضاف إلى علاقته المتوترة مع الأمانة العامة للأمم المتحدة.
وتصاعد التوتر بين الأمم المتحدة والمغرب بعد صدور التقرير الأخير للامين العام والذي حمل إشارات بتمسك الأمم المتحدة بحل القضية الصحراوية وفقا لمبدأ تقرير المصير والتأكيد أن الصحراء الغربية قضية تصفية استعمار .
ووضع المغرب علامات استفهام حول تعيين با كي مون للكندنية كيم بولدوك التي قال أن تعيينها يعزز المطالب بتوسيع صلاحيات بعثة المينورسو انطلاقا من عملها الطويل في الجوانب الإنسانية واتهما بربط اتصالات مع الناشطة الحقوقية امنتو حيدار وهو ما نفته جملة وتفصيل، هذا بالإضافة إلى رفض المقترحات التي قدمها السيد كريستوفر روس إلى مجلس الأمن بخصوص أهداف العملية التفاوضية .
وحاول النظام المغربي الضغط على الأمم المتحدة بتحريف تصريحات المبعوث الأممي وتأويلها بما يبعث الشك في حياديته تجاه النزاع في الصحراء الغربية
وحاولت الدبلوماسية المغربية إقناع الولايات المتحدة الأمريكية والأمم المتحدة بضرورة إبعاد ملف حقوق الإنسان من مهام المراقبة الخاصة ببعثة المينورسو.
ونتيجة للعراقيل المغربية فشل المغرب في تنظيم لقاء بين محمد السادس والرئيس الأمريكي باراك أوباما على هامش أشغال الجمعية العامة للأمم المتحدة، مثلما فشل في إقناع بان كي مون بقمة مع محمد السادس تخصص لملف الصحراء الغربية
وتتوفر معطيات بان المغرب طلب من فرنسا والولايات المتحدة الدفاع عن موقفه في جلسة اليوم إلا ان الوثائق المسربة تؤكد ان فرنسا غير راضية عن التصرفات المغربية التي كانت من جانب واحد دون علم باريس فيما ستجد الولايات المتحدة التي توسطت بين الأمم المتحدة والمغرب لإقناعه بالتراجع عن مواقفه دون جدوى في موقف صعب.
وسيكون المغرب في موقف حرج حتى مع أصدقائه بعد تسريب وثائق سرية فضحت الإستراتيجية التي وضعها النظام المغربي لعرقلة الجهود الدولية الهادفة إلى إيجاد حل للقضية الصحراوية.
وعلى العموم سيكون النقاش مساء اليوم ساخنا حيث من المنتظر ان يتعرض المغرب لانتقادات شديدة ولا ينتظر ان يصدر المجلس اي قرار بشان الموضوع انطلاقا من ان النقاش الرسمي للقضية محدد نهاية شهر ابريل2015 حيث يتم صياغة القرارات وفقا لتقارير يقدمها الأمين العام للأمم المتحدة .

























