السادس وخطاب المرحلة الاخيرة
ولفهم وادراك فحوى الخطاب و وما تضمنه من عربدة
ملكية ، يجب ان نقف عند طبيعة تلك الخطب والجهة
التي تقف ورائها ثم السياق الزمني الذي جاء فيه اخرها،
اثار حديث "اللهم كثر حسادنا" الذي
لا اثر له حتى في الاحاديث الموضوعة التي اجازتها "الكرامية" في الترغيب
والترهيب ، والذي استشهد به "سبط المصطفى صلوات الله عليه" اثار موضوعا في
غاية الحساسية وهي الجهة المكلفة بصياغة خطابات ملك المغرب وقدرتها على مجارات تطورات
الاحداث حين ابانت تلك الخطابات مستوى الركاكة
السياسية والديبلوماسية -ان جاز التعبير- ومستوى الارتجالية من بطانة كان من المفترض
ان تتحلى بالرزانة والروية ودراسة معمقة للاوضاع والتطورات قبل ان تقدم على فعل شئ
سيكون قرارا مقضيا .
وبات من المؤكد بأن الملك الذي لايستطع ان يرتجل
خطابا يعكس رؤيته الشخصية للاحداث ولا مواجهة الصحافة بشكل مباشر ما هو الا دمية تحركها
اياد خفية اوقعته في شر اعمالها " افمن زين له سوء عمله فراه حسنا ، فان الله
يضل من يشاء ويهدي من يشاء " فاطر الاية 8 ، وبالتالي فان امور السياسة في البلاد
يديرها "البراهش" براي ادريس البصري و الاقتصادي الراحل ادريس بنعلي وهم يحكمون البلد بمنطق الاهواء و يقودونه الى حافة
الهاوية .
لم يات خطاب السادس بجديد ، سوى انه بعث سياسات
سبق وأن اتخذها خلال الاعوام الماضية وافشلتها المقاومة الصحراوية ، والسؤال هنا هل
مواقفه تلك بتحدي العالم اجمع غباوة و حماقة
ام انه لايملك بالنظر الى الاوضاع التي يعيشها على جميع المستويات الا الى توجيه
انظار شعبه الى العدو المفترض مستندا ولأول مرة الى دماء شهدائه الحقيقين و معاناة
اسراه وتضحيات شعبه من اجل الصحراويين ....وكل ذلك ماهو الا رؤية هجين بين افكار متطرفة
لرجال النظام ومعارضة ارتمت في احضان الاخير وانضمت الى البطانة وبات رموزها بقدرة
قادر مفكرين وفلاسفة ينيرون درب الاصلاح والثورة التي يقودها ملك الفقراء .
اما السياق الزمني ، فان الخطاب ياتي في ظل
تراكمات سياسية باتت تثقل كاهل مؤسسات الدولة المغربية فعلى المستوى الاقتصادي يظل المغرب رهين تعليمات
صندوق النقد والبنك الدوليين الامر الذي يجعله في مواجهة مخاطر الاحتجاجات والانتفاضة
التي قد تنتقل الى ثورة شعبية او انقلاب ضد النظام.. وهو ما تؤشر عليه احتجاجات الماء
والكهرباء في ميسور والقنيطرة والمضيق ، والطلبة
في ظهر المهراز ....
كما ان الزمن عقد مشاكل المغرب مثلما اكد السادس
نفسه وبات الموقف الاميركي الذي طالما تشدق ابواق النظام برصانته وحكمته لمساندته المغرب
يلفه الغموض
واقليميا ، فقد المغرب احد اقوى حلفائه وهو
الرئيس البوركينابي الفار الى بلاد اصهاره وبذلك يفقد منسق عملياته بجماعات المخدرات
و"الارهاب المخدوم " والبلدان التي عاشت على فتات ما تساقط من موائد السادس
كغينيا كوناكري والكوت ديفوار
لكن المسكوت عنه ، والذي يمكن استخلاصه من بين
ما دونه محررو الخطاب هو تلك البرقيات التي افقدت الدولة المغربية هيبتها ، فبدلا من
الاقرار او التشكيك في صحتها كان الهجوم خير اسلوب للدفاع فتمت مخاطبة الجهة المجهولة التي قطعا انه العدو
بانها مخطئة ان كانت تعتقد ان تدبير قضية الصحراء يتم عبر تقارير تقنية مخدومة، أو
توصيات غامضة، تقوم على محاولة التوفيق بين مطالب جميع الأطراف.
لكن الصريح وبالعبارة ، هو لاءات السادس الستة
والتي تبشر بنهايته ، فهو يؤكد برفضه ما يقبله العالم اجمع وهو ان قضية الصحراء قضية
تصفية استعمار ثم ان مسار التفاوض لايمكن الا ان تكون نهايته صناديق اقتراع هذا بالاضافة
الى حتمية توسيع صلاحيات مينورسو التي بدء في مباشرتها بتعيين راموس هورتا ثم اعتبار الجزائر طرفا مراقبا لاغير و اعتبار طرفي
النزاع هما المغرب كقوة احتلال والبوليساريو كحركة تحرر وطني ثم اخيرا وليس اخرا ما
تضمنه تقرير هيومان رايتس ووتش من تكذيب ونفي لمزاعم عاش عليها المغرب لطول سنوات النزاع .
لقد صدق فلاديمير لينين حينما قال إن البهيمة
عندما يأتي أجلها تزداد شراسة ،وشراسة السادس ولو انها لا تعدو ان تكون سوى جعجعة دون طحين فإنها تبرز
لنا مستوى الافلاس الذي وجد صاحبنا نفسه بين مطرقة الاحتقان الشعبي الداخلي وتصدير
الازمة وتهييج الراي العام المغربي ضد الشعب الصحراوي وتضليله بارقام ومعطيات وايهامه بتقديمه لتضحيات
من اجل الصحراء.
وبعد اعوام من احتقارهم واذلالهم بمعاشات مهينة يعود السادس مستدلا بتضحيات جنوده ويكتشف حجم ماسيهم
من اجل وحدة الوطن فهو اليوم بحاجة ماسة لتاييد القطيع .
ازمة ثقة ام فشل كل سياسات النظام ، فعندما
يخاطب السادس وبشكل مباشر" من يريد وضع الوطن في خدمة مصالحه" او اولئك الذين جعلوا من الابتزاز مذهبا راسخا،
ومن الريع والامتيازات حقا ثابتا . اهي ثورة في الوقت الضائع ضد من باعوا وطنهم الحقيقي
، ام انها المشيئة الربانية التي انتصرت لدماء
الشهداء ودموع الثكالى والارامل والايتام وينقلب السحر على الساحر .
يضيف السادس ان وطنه غفور رحيم لكن لمرة واحدة، فمالذي يقصده ؟ ومن المعني بذلك
؟
هل يدرك محرروا الخطاب انهم بصنيعهم هذا جعلوا
الصحراويين في بوتقة واحدة وطنيين وخونة هي
القدرة الالهية التي انتصرت وستنتصر لشعبنا المكافح " ان وعد الله حق ولكن اكثرهم
لا يعلمون" .
هل يفلح السادس في فترة ستة الاشهر المتبقية
له في تحقيق ما عجز عنه والده منذ غزو الصحراء والى وفاته ، ام هي شراسة البهيمة ؟
ولكي لا نطيل في التفاصيل ، فإن خطاب السادس كان اعلانا
رسميا لعد عكسي لفصول مواجهة لايعلم نتائجها الا الله و الصحراويون يمسكون باصابعهم
على الزناد والحجر ، ولايبنون مواقفهم على ردود الافعال ، لكن باستراتيجية و سياسة
متانية ثابتة بدأت نتائجها تنضج لكل مشكك ومكذب .
و وفي الاخير والي رفاق القضية ، الم يحن الوقت
لكي نستفيق جميعا ، امام ما يحاك من مؤامرات ، اتقوا الله ولا تاخذكم العزة بالاثم
كالأخنس بن شريق ، واصطفوا الى جانب شعبكم وقضيتكم ..
غرفة وموقع صوت الانتفاضة ملحمة اقديم ايزيك