سيدي افني العصية على الترويض معرضة لمزيد من التهميش

الكاتب:صمود الجمعة، 5 ديسمبر 2014 -

محمد السادس ملك المغرب لجالية سيدي افني, التي ابلغته استيائها من تجاهل نظامه للخسائر الكبيرة التي منيت بها منطقتهم, وابتليت بها عائلاتهم بعد الفيضانات الاخيرة, " صافي تهناو، آيت باعمران في عيني، وسأتخذ اللازم ".

الملك الذي كان يتجول في سوق "كاليغيا مول" بأبوظبي، عاصمة الإمارات العربية المتحدة، ويلتقط الصور في تجاهل تام للوضع المزري للشعب المغربي بشكل عام وسكان سيدي افني بشكل خاص, الذين يعانون الامرين منذ ما يزيد على اسبوعين كاملين. تحت رحمة الامطار الغزيرة في غياب تام لوسائل الاغاثة والانقاذ, يعي جيدا ما يقول, انهم بالفعل في عيون المخزن .

لقد وضع نظام المخزن سكان سيدي افني منذ ان غادر الاستعمار الاسباني مدينتهم سنة 1969, تحت مراقبة عيونه المبثوثة مع كل حبة رمل, لانهم كانوا يعيشون في وضع سياسي واقتصادي واجتماعي يختلف عما عليه الحال في مغرب المخزن, وخوفا من انتقال عدوى التمرد على تقاليده البالية, وما دام من المستحيل ان يتم تكييفهم مجتمعين مع الوضع الجديد, كان لابد من انتهاج سياسة التهميش لافراغ المدينة المغضوب عليها من نخبها الحية.

لقد لجا غالبيتهم الى المدن والقرى المجاورة, وانتسب عدد كبير منهم ايضا للجاليات في اوروبا.

والواقع ان من يعرف سيدي افني بعد انسحاب الاستعمارالاسباني, يجدها الان جسدا بلا روح, تركها المخزن في مواجهة رياح البحر العاتية ورطوبته التي عبثت بمنشاتها, بعد ان هيمن على ثرواتها السمكية.

لقد قال نظام المخزن في المغرب الاقصى للافناويين, ما قال طارق بن زياد لجيشه مع اختلاف الاهداف والمقاصد, "البحر امامكم والمخزن ورائكم" .

وبالفعل فسكان سيدي ايفني بشكل خاص والمناطق المجاورة لها بشكل عام, عاشوا مرحلتين مختلفتين عما وجدوا عليه انفسهم تحت سلطة المخزن, لقد عاشوا المرحلة التي سماها المخزن ب "بالسيبة", والمرحلة التي عاشوها تحت الاستعمار الاسباني, وبالتالي صعب احتوائهم من طرف الاستعمار او تدجينهم من طرف المخزن.

لقد كانوا شرسين في مقاومتهم للاستعمار الاسباني , ولاساليب الاذلال والافقار التي خبرها المخزن, والتاريخ الشفهي والمكتوب يحكي الكثير عن بطولاتهم في معارك جيش التحرير, وعن صراعهم الخفي والمعلن مع نظام المخزن الذي لم يستطع الى الان ترويضهم لا بالترهيب ولا بالترغيب.

شريط الأخبار

من نحن

سيدي افني العصية على الترويض معرضة لمزيد من التهميش

شارك الموضوع:

التصنيفات:

اسم الكاتب