بان كي مون يعرب عن قلقه لاستمرار جمود عملية التفاوض ويدعو إلى إيجاد حل سريع للقضية الصحراوية
اعرب الامين العام للامم المتحدة السيد بان كي مون عن "قلقه الشديد إزاء استمرار جمود عملية التفاوض بين المغرب وجبهة البوليساريو داعيا الى الاسراع صوب إيجاد حل دون مزيد من الإبطاء
وحث السيد بان كي مون في تقريره المقدم الى الدورة ال69 للجمعية العامة طرفي النزاع (المغرب وجبهة البوليساريو) إلى الدخول في مفاوضات حقيقية بدعم وتيسير من مبعوثه الشخصي ، سعيا إلى بلوغ تلك الغاية.
وفيما يلي النص الكامل للتقرير
الدورة التاسعة والستون
البند 59 من جدول الأعمال المؤقت
تنفيذ إعلان منح الاستقلال للبلدان والشعوب المستعمرة
مسألة الصحراء الغربية
تقرير الأمين العام
موجز
يلخِّص هذا التقرير، المقدم عملا بقرار الجمعية العامة 68/91، آخر تقرير قدمه الأمين العام إلى مجلس الأمن بشأن الحالة فيما يتعلق بالصحراء الغربية للفترة من 1 تموز/ يوليه 2013 إلى 30 حزيران/يونيه 2014 (S/2014/258).
1 - في 11 كانون الأول/ديسمبر 2013، اتخذت الجمعية العامة القرار 68/91 بشأن مسألة الصحراء الغربية، بدون تصويت. وهذا التقرير، الذي يغطي الفترة من 1 تموز/ يوليه 2013 إلى 30 حزيران/يونيه 2014، مقدم وفقا للفقرة 7 من القرار الآنف ذكره.
2 - وعملا بقرار مجلس الأمن 2099 (2013)، المؤرخ 25 نيسان/أبريل 2013، قدَّمتُ تقريرا إلى مجلس الأمن عن الحالة فيما يتعلق بالصحراء الغربية (S/2014/258، المؤرخ 10 نيسان/أبريل 2014). وفي ذلك التقرير، أطلعتُ المجلس على الأنشطة التي قام بها مبعوثي الشخصي، كريستوفر روس، لتيسير المفاوضات بشأن الصحراء الغربية، والتحديات القائمة التي تواجه العمليات التي تضطلع بها بعثة الأمم المتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية.
3 - وأثناء الفترة المشمولة بالتقرير، وبعد أن خلص مبعوثي الشخصي إلى أن 13 جولة من المباحثات المباشرة بناء على مقترحين تقدم بهما الطرفان في نيسان/أبريل 2007 لم تسفر عن أي نتائج، فقد شرع في مرحلة من المشاورات الثنائية مع الطرفين والدول المجاورة لتبيُّن ما إذا كان الطرفان مستعدين لإبداء المرونة في وضع عناصر حل توفيقي والطريقة التي يمكن بها للدول المجاورة أن تقدم المساعدة. وقد عرض مبعوثي الشخصي الخطوط العريضة لهذا النهج الجديد لأول مرة على الطرفين والدول المجاورة خلال زيارته إلى المنطقة في آذار/مارس - نيسان/أبريل 2013. وعرض بارامترات الاستراتيجية الجديدة خلال رحلة إلى المنطقة في تشرين الأول/أكتوبر 2013، واتخذ خطواته الأولى نحو تنفيذها في كانون الثاني/يناير وشباط/فبراير وآذار/مارس 2014. وفي كل تلك الأنشطة، وخاصة أثناء التفاعل المرحلي مع الصحراويين الغربيين أنفسهم، فإن مبعوثي الشخصي استفاد من التقارير ووجهات النظر والمساعدة اللوجستية التي قدمها ممثلي الخاص للصحراء الغربية وكافة موظفي بعثة الأمم المتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية.
4 - وعقب سلسلة من المشاورات الثنائية التي جرت على هامش الدورة الثامنة والستين للجمعية العامة، سافر مبعوثي الشخصي إلى المنطقة خلال الفترة من 12 إلى 25 تشرين الأول/أكتوبر 2013 للتعرف على المحاورين الجدد في المغرب والجزائر وموريتانيا، وللتأكد من استعدادهم للمضي قدما في اتباع النهج الجديد الذي أوضحه خلال مشاوراته السابقة. وطلب من الطرفين تعيين أفرقة عاملة مصغرة تشارك معه في هذه المرحلة الجديدة، وأوضح للطرفين كليهما وللدول المجاورة أنه سوف يتعين أن تتناول المناقشات المقبلة كلا الجانبين الحيويين للتوجيهات المتكررة لمجلس الأمن، وهما: أولا، جوهر حل سياسي يقبله الطرفان، وثانيا، الوسائل اللازمة لممارسة تقرير المصير.
5 - وفي جميع الخطوات، أكد مبعوثي الشخصي أن من الضروري التحلي بالمرونة من جانب جميع المعنيين إذا أريد إحراز تقدم، لأن عملية التفاوض تجري في إطار الفصل السادس من ميثاق الأمم المتحدة، ومن ثمَّ فإن لكل طرف الحرية في قبول أو رفض مقترحات الطرف الآخر. وأشار إلى أنه بالنسبة إلى الأمم المتحدة، فإن الطرفين الرسميين في المفاوضات هما المغرب وجبهة البوليساريو، وأعاد التأكيد على استعداده لمواصلة تشجيع الدول المجاورة على المساعدة في البحث عن طريق للمضي قدما.
6 - وخلال الفترة من تشرين الثاني/نوفمبر 2013 حتى آذار/مارس 2014، بدأ مبعوثي الشخصي سلسلة جديدة من المشاورات مع أعضاء مجموعة أصدقاء الصحراء الغربية، فقام على التوالي بزيارات إلى كل من واشنطن العاصمة، وباريس، ومدريد. وفي تلك المشاورات، التمس من محاوريه تأييدا متجددا لنهجه الجديد، ولتأكيده ضرورة أن يعالج الطرفان كلا الجانبين المتعلقين بجوهر حل سياسي يقبله الطرفان، والوسائل اللازمة لممارسة تقرير المصير. وطلب أيضا من أعضاء المجموعة الانضمام إليه في إقناع الطرفين بضرورة توخي المرونة في البحث عن حل توفيقي.
7 - وأعرب المحاورون في جميع العواصم الثلاث عن تأييدهم للنهج الجديد الذي يتبعه مبعوثي الشخصي، وإدراكهم لضرورة معالجة كلا الجانبين المتعلقين بجوهر الحل والوسائل اللازمة لتحقيق تقرير المصير. وسوف يتم وضع جدول زمني يتم الاتفاق عليه بصورة متبادلة للقيام بزيارات مماثلة إلى لندن وموسكو وعواصم أخرى.
8 - وفي الفترة من 18 إلى 30 كانون الثاني/يناير 2014، زار مبعوثي الشخصي المنطقة من أجل اتخاذ الخطوات العملية الأولى في النهج الجديد بإثارة عدد من الأسئلة لدى الطرفين استيضاحا لبعض المسائل، ومواقفهما منها واستعدادهما للتحلي بالمرونة. وحفاظا على سرية المناقشات، ووفقا لما تم الاتفاق عليه مع الطرفين ومع الدول المجاورة، لم يدل مبعوثي الشخصي بأي بيانات إلى الصحافة.
9 - وفي كل من الرباط وتندوف، التقى مبعوثي الشخصي بالأفرقة العاملة التي شكلها الطرفان حديثا لطرح الأسئلة التي تم إعدادها بما يتوافق مع كل من الطرفين، وعلى أساس من السرية. واتسمت هذه الأسئلة بطابع التحدي المتعمد، وكان الغرض منها هو دفع الطرفين خارج النطاق الذي ألِفوه، وإدخالهما في محادثات تختلف عن محادثات الماضي، وتشجيعهما على إظهار مرونة عندما يبدآن النظر في بدائل لمواقفهما الأولية، والبحث عن عناصر لحلول توفيقية. وفي كل من الجزائر العاصمة ونواكشوط، انصب التركيز على تشجيع حكومتي الجزائر وموريتانيا على إيجاد سبل جديدة للمساعدة في البحث عن حل.
10 - وفي كل لقاء من تلك اللقاءات، أوضح مبعوثي الشخصي أن الأمم المتحدة استخدمت، على مدى نحو 30 عاما، جميع السبل الممكنة الكفيلة بمساعدة الطرفين على التوصل إلى تسوية، بما في ذلك التفاوض بشأن وضع خطط، وتنظيم اجتماعات وجها لوجه، والقيام حاليا بعقد مشاورات ثنائية مع إمكانية اعتماد دبلوماسية مكوكية. وأكد أن عملية التفاوض قد بدأت تستنفد الخيارات المتاحة لها، ولا بد من إحراز تقدم خلال عام 2014، لأن التأخير ليس في صالح أحد. وفي هذا الصدد، فقد كشفت اتصالاته مع أعضاء مجموعة الأصدقاء عن إحساس متزايد بنفاد الصبر وتصاعد الضغوط من أجل تحقيق نتائج ملموسة، خشية أن تؤجج العوامل المتمثلة في استمرار عدم الاستقرار والتوتر في منطقة الساحل عموما وتزايد إحباط اللاجئين في المخيمات الواقعة قرب تندوف بعضُها بعضاً على نحو يضر بمصالح السلام والأمن في كامل المنطقة.
11 - وعاد مبعوثي الشخصي إلى المنطقة في الفترة من 27 شباط/فبراير إلى 7 آذار/ مارس 2014 كي يجتمع بالأفرقة العاملة التي شكلها المغرب وجبهة البوليساريو، وليتسلم الردود المقدمة على الأسئلة التي قُدمت إليهما خلال المشاورات التي عقدت في كانون الثاني/ يناير 2014. وواصل أيضا مناقشاته في الجزائر وموريتانيا بشأن أفضل السبل التي يمكنهما أن يسهما بها من أجل التوصل إلى تسوية.
12 - وضمن الموافقة على النهج الجديد الذي عُرض خلال المشاورات السابقة، وافق الطرفان أيضا على مدونة لقواعد السلوك فرضت قاعدة السرية على المناقشات التي تجري مع مبعوثي الشخصي فيما عدا الحالات التي يوافقان فيها صراحة على إمكانية الإعلان عنها على نطاق أوسع. وفي ضوء ذلك، فقد امتنع مبعوثي الشخصي مرة أخرى عن الإدلاء بأي تصريحات إلى الصحافة. ففي تلك المرحلة المبكرة، أفاد فقط بأن الردود التي تلقاها، في أول ممارسة من هذا القبيل مع الطرفين، ظلت في حدود البارامترات المحددة في مقترحاتهما الرسمية على الرغم من المناشدات التي وجهت إليهما من دوائر عديدة بتجاوز هذه المقترحات وإبداء المرونة في تحديد العناصر المطلوبة لحل توفيقي. وفي الوقت نفسه، فقد راوده بعض الأمل في أن يتمكن الطرفان من الأخذ بنهج أكثر مرونة في المناقشات التي ستجرى في المستقبل.
13 - وأثناء الفترة المشمولة بالتقرير، واصلت بعثة الأمم المتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية رصد التقيد بالاتفاقات العسكرية ونظام وقف إطلاق النار عن طريق تسيير دوريات برية وجوية، علاوة على زيارة وحدات الجيش الملكي المغربي والقوات العسكرية لجبهة البوليساريو. وقدم أفراد البعثة من عسكريين وشرطة الدعم الطبي واللوجستي أيضا إلى مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، التي يقوم موظفوها بالاضطلاع بمهام ولايتها في المخيمات، وبتنفيذ برنامج تدابير بناء الثقة الذي تضطلع المفوضية بتنفيذه وفقا لخطة العمل المتفق عليها وتمشيا مع قرارات مجلس الأمن ذات الصلة.
14 - وواصل ممثلي الخاص إجراء اتصالات منتظمة مع الطرفين لتعزيز حوار بناء في مناقشة المسائل المتعلقة بتنفيذ ولاية البعثة والمسائل التنفيذية ذات الصلة، ولبذل مساعيه الحسنة لتشجيع التوصل إلى تسوية للمسائل المتصلة بوقف إطلاق النار وتدابير بناء الثقة. وقدم إحاطات وأجرى مشاورات متعددة مع سلطات كل من المغرب والبوليساريو، والوفود الزائرة من الدول الأعضاء والمنظمات الدولية غير الحكومية، إضافة إلى مسؤولين في الجزائر وموريتانيا بشأن ولاية البعثة والتحديات التي تنطوي عليها أنشطتها.
15 - وواصل المكتب السياسي للبعثة مشاركتة المنتظمة والبناءة مع مسؤولي كل من المغرب وجبهة البوليساريو المعنيين بالتنسيق مع البعثة. وواصلت البعثة بذل قصارى جهدها لتحسين نطاق التقارير المقدمة إلى مجلس الأمن، والأمانة العامة، ودعما لمبعوثي الشخصي، مع التركيز على التطورات المحلية وتحليل الأوضاع، والاعتماد على المعلومات المستقاة من مصادر مفتوحة.
16 - وواصلت البعثة إحراز تقدم ملموس في خفض مخاطر الألغام الأرضية ومخلفات الحرب من المتفجرات وآثارها عن طريق دعمها الفعال للأنشطة الإنسانية المضطلع بها في الناحية الشرقية من الجدار الرملي، وتواصل التعاون الفعال بين مركز تنسيق الإجراءات المتعلقة بإزالة الألغام وبين الطرفين كليهما.
17 - وحسبما ذكر مبعوثي الشخصي في الإحاطة التي قدمها إلى مجلس الأمن في نيسان/أبريل 2014، فإنه يعتزم مواصلة مشاوراته الثنائية، في إطار القرارات المتتالية لمجلس الأمن، للإعداد لاستئناف محادثات مباشرة وجها لوجه. وقد أبلغ الطرفين والدول المجاورة أنه يعتزم العودة إلى المنطقة كل ستة أسابيع بدءا من أيار/مايو 2014. وفي حين وافق جميع المحاورين من حيث المبدأ على الجدول الزمني، فقد أبدى المغرب تحفظات على أجزاء من تقريري المقدم إلى مجلس الأمن بشأن الصحراء الغربية والمؤرخ نيسان/أبريل 2014 (S/2014/258)، معربا عن رغبته في توضيح أهداف وإطار عملية التفاوض قبل الاتفاق على مواعيد الرحلة المقبلة إلى المنطقة. وفي حزيران/يونيه 2014، أجرى مبعوثي الشخصي، وكذلك العديد من كبار المسؤولين في الأمم المتحدة، مشاورات مستفيضة مع المغرب في نيويورك. والتقى مبعوثي الشخصي أيضا أعضاء مجموعة الأصدقاء، الذين أكدوا على ضرورة الإسراع باستئناف جهود الوساطة. ويأمل مبعوثي الشخصي في أن يكون جميع المحاورين على استعداد لمواصلة عملية التفاوض قبل موعد الإحاطة المقبلة التي سيقدمها إلى المجلس في تشرين الأول/أكتوبر 2014.
18 - ولا يزال يساورني القلق إزاء استمرار جمود عملية التفاوض، وأذكّر الطرفين والمجتمع الدولي بما يقع عليهما من مسؤوليات في ما يتعلق بإيجاد وتعزيز حل للنزاع. ولذلك، فإنني أكرر دعوتي إلى الطرفين للتحرك صوب إيجاد حل دون مزيد من الإبطاء، وأحثهما على الدخول في مفاوضات حقيقية بدعم وتيسير مبعوثي الشخصي، سعيا إلى بلوغ تلك الغاية.

























