شريط الأخبار

أقسام الموقع
يتم التشغيل بواسطة Blogger.

زفاف الامير مولاي رشيد وقران السياسي بالفولكلوري يصنع الحدث






بعد نجاح المخزن في تكريس نخبوية الثقافة في مجتمع غارق حتى النخاع في الامية والجهل والفقر, كان طبيعيا ان تنتعش ثقافة الفلكلور, وتلعب بدعم واسع منه, دورا كبيرا في الترويج الدعائي لنظام الملكية المطلقة في المغرب الاقصى, ولكن ايضا في اخفاء مظاهر بؤس المغاربة ومعاناتهم, من خلال محاولة اضفاء مظاهر اليسر, والبهجة, على ذوات متهالكة مندفعة خلف سجيتها في اطار ما يسميه علم النفس السياسي بالتداعي الحر, او نحو الحصول على المقابل الذي يكون في الغالب زهيدا.
ولكن المثير في مشهد الامس, اثناء العروض الفلكلورية, التي قدمتها فرق جاءت من مختلف جهات المملكة المغربية, بمناسبة حفل زفاف شقيق ملك المغرب مولاي رشيد, هو ان العروض الفولكلوري قدمت على نمط عروض حفل الولاء, مما يفرض طرح سؤال حول طبيعة العلاقة التي تجمع بين السياسة والفولكلور في هذا الحفل.
وفيما يبدو فان المخزن الذي لم يعر اهتماما يذكر, للحملة التي قادها الشباب المغربي في السنوات الاخيرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي, للتنديد باساليب الاذلال والاخضاع التي يعتبر حفل الولاء من ابرز مظاهرها .
اراد ان يكون حفل زفاف الاميرمولاي رشيد, مناسبة لتاصيل حفل الولاء المنبوذ, في الثقافة المغربية التي تحولت الى فولكلور, وربطها في شكلها الفولكلوري بالسياسة, لتساهم في المزيد من تكريس مظاهر الاذلال والاخضاع التي "يستحقها" الشعب المغربي, عقابا له على محاولاته الخروج من بيت الطاعة العمياء للملكية المطلقة, واداتها الطيعة المخزن.
لقد استوحت الحكومة المغربية من الفولكلور اهمية الاعتماد على المظهر, واصبح لا يهمها ما يعتلج في صدور المغاربة ما دامت اجهزة القمع باشكالها المختلفة منتشرة في كل مكان, المهم ان يتظاهر الشعب المغربي في كل المناسبات بالبهجة والسرور, حتى في زمن اشتداد الازمات الاقتصادية والاجتماعية وتفاقمها.
تماما مثلما تتطلب سياسة الاهتمام بالواجهة, ان ينخرط المواطن المغربي مرغما في الاهتمام بشكل بيته من الخارج, اذا كان موقعه في شارع رئيسي او مواجه لموقع عمومي .
لقد اظهرت حكومة بنكيران براعة فائقة في تزييف الحقائق, والتظاهر بعكس ما تخفي, ويستحق بنكيران ان يتوج عمل حكومته الباهر بهذا القران, فقد كان نموذجا للسياسي الفولكلوري المحنك في خطبه, ولكن ايضا في رقصه وتصفيقه بمناسبة او بدونها.
اما الملكية المطلقة في المغرب, فوجودها  مرتبط في الاصل, بالتفنن في ابتداع اساليب اذلال واخضاع وتفقير وتجهيل الشعب المغربي, ارتباطها بالماء والهواء,ولمن يعتقد  غير ذلك فما عليه الا ان يستنطق التاريخ  المغرب الاقصى القريب منه والبعيد.
هيئة التحرير

شارك الموضوع:

التصنيفات:

اسم الكاتب

نبدة عن الكاتب.....:

  • لإضافة الرموز تظهر أيقونات