شريط الأخبار

أقسام الموقع
يتم التشغيل بواسطة Blogger.

حضر الخطاب وغاب الملك



غاب ملك المغرب عن حضور اشغال الجمعية العامة للامم المتحدة كما كان متوقعا وحضر خطابه المثير للاستغراب من وجوه عدة :
اولا : ان لافريقيا هيئة تنتدب من يمثلها في المحافل الدولية تسمى الاتحاد الافريقي وتضم كافة الدول الافريقية باستثناء المغرب الذي انسحب من منظمة الوحدة الافريقية سنة 1981 بعد ان اعترفت بالجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية كعضو كامل الحقوق بها .
ثانيا :ان المغرب ليس مؤهلا لانتقاد الاستعمار واساليبه ومخلفاته لانه يعيد نفس التجربة بشكل فظيع في الصحراء الغربية المستعمرة الاسبانية التي لا زالت تنتظر تصفية الاستعمار منها والتي احتلها المغرب بتاريخ 31 اكتوبر 1975 وظل شعبها الى الان يرزح تحت نير احتلاله, ضف الى ذلك اصراره على انتهاج سياسة التوسع على حساب الجيران.وتهديد السلم والامن العالميين بالتورط في شبكات تهريب المخدرات والاسلحة و الارهاب الدولي.
ثالثا : ان المغرب الذي كان يدعي انه نموذج فريد من نوعه لتجربة الغرب في شمال غرب افريقيا في الديمقراطية والحكامة والاقتصاد الحر وغيرها لا يجب ان يتنكر اليوم للنموذج الغربي بسبب مقاييس شركائه الاقتصاديين والسياسيين والحقوقيين وغيرهم الذين اكتشفو الهوة بين ما يتم تسويقه دعائيا وبين الملموس على الارض بين بهرجة وفولكلورية الشكل وتعفن وفداحة المحتوى.
رابعا  :لم يميز الخطاب بين نموذج الغرب من جهة و مقاييس النمو الاقتصادي والحكم الرشيد واحترام حقوق الانسان والشعوب وغيرها باعتبارها مقاييس علمية لا يمكن احتسابها لجهة دون اخرى.
خامسا : ادراك الملك المتاخر لحقيقة ان التنمية المستدامة لا تتم بقرارات او وصفات جاهزة بعد ان استنفذ الاقتصاد المغربي وصفات صندوق النقد الدولي وارهق المؤسسات المالية الغربية باعادة جدولة ديونه باستمرار .
لقد اكتشف ملك المغرب متاخرا عدم نجاعة اعتماد معيار واحد لتحديد نجاح اي نموذج تنموي وطالب بضرورة احترام خصوصيات المغرب في اختيار مساره التنموي, ولكن نتساءل اي نموذج سيختار المغرب بعد التظاهر بالاحتذاء بالنموذج الغربي, و فقدان الامل في حلفائه الذين خذلوه بمقاييسهم المخيبة للامال في تنميته وحكامته وتدبيره لملف حقوق الانسان واحتلاله للصحراء الغربية وغيرها, اذا لم يكن التمادي في سياسة الاتجار بالمخدرات والتواطيء مع شبكات الجريمة المنظمة والهجرة السرية والارهاب وتبييض الاموال والسياحة الجنسية وغيرها.
ان غضبة الملك التي وصلت الى الجمعية العامة للامم المتحدة هذه المرة كشفت حقيقة واحدة وهي ان الملكية في المغرب وصلت في نفقها الطويل الى الباب المسدود .

شارك الموضوع:

التصنيفات:

اسم الكاتب

نبدة عن الكاتب.....:

  • لإضافة الرموز تظهر أيقونات