انتكاسة جديدة “لجلالته"
انتكاسة جديدة لحقت بالملك محمد السادس شخصيا بعد
رفض بان كي مون أمين عام الأمم المتحدة مقابلة طلبها بإلحاح عن طريق وزير خارجيته صلاح
الدين مزوار الذي حاول جس النبض في نيويورك قبل مجيء العاهل المغربي للمشاركة في أشغال
الدورة الـ 69 للجمعية العامة للأمم المتحدة، كما أعلن عنها رسميا قبل اضطراره لإلغائها
في اللحظة الأخيرة بعد فشله في الخطة التي رسمها لاستغلال هذا اللقاء والترويج أنه
يدخل في نطاق “التعاون والمساندة لجهود” الأمين الأممي الذي تفطن لهذه الحيلة وتفادي
الفخ الذي نصبه القصر الملكي.
محمد السادس أراد من وراء ذلك قبل أن يصاب بالخيبة
التأثير على بان كي مون والضغط عليه قبل إعداد مبعوثه الشخصي إلى الصحراء الغربية كريستوفر
روس لتقريره إلى مجلس الأمن الدولي الذي سيكشف بالتأكيد محاولات التماطل المغربية والانسداد
الذي آلت إليه القضية الصحراوية بسبب تعنّت نظام المخزن وهروبه إلى الأمام بخصوص تسوية
هذا النزاع وفقا للوائح وقرارات الأمم المتحدة.
المحاولة الفاشلة للعاهل المغربي تأتي في وقت تسعى
فيه الرباط إلى عرقلة ومنع زيارة روس للمغرب في إطار جولة جديدة للمنطقة، مما يجعلها
في وضعية مواجهة حقيقية وغير مسبوقة مع المجتمع الدولي برمته باعتبار أن ذلك تأكيدا
لنيتها في مواصلة رفض الانصياع للشرعية الدولية، خاصة وأن المبعوث الأممي مطالب بإعداد
تقرير نهائي يرفع إلى مجلس الأمن الدولي قبل انعقاد اجتماعه حول القضية الصحراوية في
غضون شهر أكتوبر الجاري، كما إنها تأتي في وقت تشتد فيه العزلة التي يعيشها نظام المخزن
إقليميا ودوليا وفشل دبلوماسيته في إقناع الرأي العام الإقليمي والقاري والدولي بالأطروحات
التي تتبناها بشأن الصحراء الغربية التي تشكّل وفق الهيئة الأممية آخر قضية لتصفية
الاستعمار في القارة الإفريقية.
بقلم : المتوكل