مأساة وطن... الحلقة السابعة
بقلم الكاتب يحي احمدو
أعلنت السلطات المغربية يوم 28 سبتمبر الماضي بمدينة الداخلة المحتلة عن وفاة الناشط الحقوقي الصحراوي حسنه الوالى وهو شاب صحراوي أصيل بدأ بسرعة يتلمس طريق الحرية والكرامة بالرغم من أنه من جيل ولد تحت الاحتلال،
إلا أنه جيل الرفض لكل سياسات المغرب والمطالبة بالحرية وتقرير المصير بأسلوب راق وحضاري لا يتبنى سوى النهج السلمي سبيلا لتحقيق أهدافه المشروعة المتمثلة في تقرير المصير والحرية.
لقد اعتقل الشهيد رفقة أكثر من 30 شابا صحراويا من ضمنهم 6 مدافعين صحراويين عن حقوق الإنسان على خلفية المواجهات التي أعقبت هجوم ميليشيات مسلحة من حي الوكالة ـ وهو حي يقطنه آلاف المغاربة الذين جاءت بهم الدولة المغربية بهدف إغراق المدن الصحراوية لخلق وضع ديموغرافي جديد يخدمها ولترهيب الصحراويين ـ على المدنيين الصحراويين و ممتلكاتهم بمدينة الداخلة المحتلة في الفترة الممتدة من 25 إلى 27 سبتمبر 2011.
نشاط حسنه الوالي كغيره من الشباب الصحراويين المتنورين قاده إلى لقاء الوفود الأجنبية التي تزور الصحراء الغربية حيث استقبل وفد البرلمان الأوروبي سنة 2009 كما تقابل مع الخبير الأممي الخاص بالحقوق الثقافية السيدة ”فريدة شهيد” أشهرا قبل اعتقاله وحبسه سنة 2011.
وفي تحقيق أجرته مجلة ” ميدل إيست آي” حول ظروف وملابسات وفاة حسنة الوالي نشرته الأسبوع الماضي تقول:
قصة وفاة حسنه الوالي بدأت مع اعتقاله خلال مظاهرات ترتبط بانتفاضة الربيع العربي حيث عذب وحوكم بثلاث سنوات سجنا نافذة نتيجة مشاركته في مظاهرة مؤيدة للاستقلال نظمت في نوفمبر 2011 بمدينة الداخلة.
وطبقا لصحراوي أمتنع لأسباب أمنية عن ذكر اسمه وكان قد أجرى اتصالات مع حسنه الوالي وأصدقائه المقربين فإن حسنة الوالي عانى من سوء المعاملة على يد قوات الأمن التي اعتقلته وأن الأمن المغربي قام بكسر ذراعه وأصابه بجروح عديدة وهناك صور شخصية تظهر علامات التعذيب على جسده.
في يونيو 2013 نقل الوالي من السجن لكحل إلى سجن الداخلة حيث بدأت حالته الصحية في التدهور ولم تتماثل ذراعه المكسورة للشفاء نتيجة غياب الرعاية الطبية والعلاج وكذلك وضعية السجن لكحل المتدهورة.
وفي سبتمبر من هذه السنة تدهورت حالته أكثر نتيجة إضرابه عن الطعام احتجاجا على أوضاعه المزرية في السجن, غير أنه وبعد ممارسة ضغوطات من أصدقائه والعائلة تم نقل حسنه الوالي بكفالة إلى مستشفى مدني ثم بعد ذلك إلى مستشفى عسكري حيث لفظ أنفاسه الأخيرة.
لقد شق الشهيد حسنه الوالي ، ومن قبله باقي شهداء الكفاح الوطني، طريق الشرف المحفوف بشموع البذل، والمؤدي إلى الخلود في ذاكرة الشعب وإلى جزاء الشهداء الذين قال فيهم الله تعالي: "ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون، فرحين بما آتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم، أن لا خوف عليهم ولا هم يحزنون . " صدق الله العظيم.