تهريج وهذيان المخزن
بقلم : المتوكل
يرى العديد من الخبراء
أن سنة 2015 ستكون حاسمة بالنسبة للقضية الصحراوية التي يتوقع أنها ستشهد تقدما مثلما
لمح لذلك في وقت سابق أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون الذي قال أنه سيقدم تقريرا
مختلفا يضع فيه تصورا يختلف عن تقاريره السابقة وذلك بعد أن تأكد أن المفاوضات بين
الجانبين المغربي والصحراوي قد وصلت إلى طريق مسدود لإصرار نظام المخزن على عرقلتها
وتوجيه سيرها الوجهة التي رسمها في إنتهاك سافر للشرعية الدولية التي تنص على البحث
عن إيجاد حل سياسي توافقي يتمكن من خلاله الشعب الصحراوي من تقرير مصيره بنفسه بكل
شفافية وحرية.
وأمام الإعترافات
الإقليمية والدولية المتزايدة بعدالة القضية الصحراوية وفشل الدبلوماسية المغربية في
إقناع الرأي العام بالأطروحات التي تتبناها بشأن الصحراء الغربية فقد المسؤولون المغاربة
صوابهم وأصبحوا يخبطون خبطة عشواء ويرددون عبارات التهريج الدبلوماسي ويطلقون إتهامات
باطلة ملّت سماعها أطراف المجموعة الدولية ضد الجزائر التي أكدت مرارا وعلى الملأ مساندتها
للشرعية الدولية، وقد وصل الأمر بـ ‘’أمير المؤمنين’’ محمد السادس إلى التلميح صراحة
في خطابه بمناسبة الذكرى الـ 39 لغزو الصحراء الغربية بأن بلاده في طريقها لنسف مسار
الشرعية الدولية التي تمرد عليها بإعلانه عصيانه من خلال تأكيده ‘’بقاء الصحراء تحت
السيادة المغربية إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها’’ وأن ‘’مبادرة الحكم الذاتي هي
أقصى ما يمكن أن يقدمه المغرب لحل هذا النزاع’’.
هذه التأكيدات التي
وردت كثيرا على لسان مختلف أبواق نظام المخزن وعلى رأسهم ‘’صاحب الجلالة’’ تكشف بوضوح
النية في إقصاء تقرير المصير للشعب الصحراوي بموجب اللائحة التي أقرتها الأمم المتحدة
القاضية بحق الشعوب المستعمرة في تقرير مصيرها، مما يوجب على الهيئة الدولية تحمّل
مسؤولياتها لإستكمال تصفية الإستعمار من آخر مستعمرة في القارة السمراء والإنتقال إلى
الفصل السابع الذي يجبر الرباط على إجراء الإستفتاء. وما تهجمات محمد السادس على القوى
الدولية والتشكيك في مصداقية الأمم المتحدة والمنظمات الإقليمية سوى رفض للإعتراف بالشرعية
الدولية والتحضير لعدم الإعتراف بما سينجم عن سنة 2015 الذي لا يستبعد أن تقرر الأمم
المتحدة اللجوء إلى الفصل السابع.
شارك الموضوع:
اسم الكاتب
نبدة عن الكاتب.....:
