شريط الأخبار

أقسام الموقع
يتم التشغيل بواسطة Blogger.

نص رد وزير الخارجية الصحراوي على خطاب ملك المغرب


الخطاب الاستعماري
أكد محمد السادس، ملك المغرب، من خلال خطابه الأخير بمناسبة الذكرى المشؤومة  للغزو العسكري للصحراء الغربية سنة 1975، أن المغرب دولة إستعمارية بكل المعايير والمواصفات الكلاسيكية.
فبعد خمسون سنة على تسجيل الأمم المتحدة للصحراء الغربية سنة 1963، كبلد مستعمر ضمن لائحة البلدان المستعمرة التي لا تتمتع بالاستقلال وإتخاذها كل سنة منذ ذلك الحين للوائح تؤكد على حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير والاستقلال في إطار تطبيق اللائحة 1514 لسنة 1960 المتعلقة بمنح الاستقلال للشعوب والبلدان المستعمرة، بعد كل هذا إذن، حاول ملك المغرب في خطابه نزع الصفة الاستعمارية عن احتلاله العسكري اللاشرعي لأجزاء هامة من الجمهورية الصحراوية، مناقضاً الرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية التي نفت وجود أية روابط سيادة بين المملكة المغربية والصحراء الغربية قبل الاستعمار الاسباني وهو الشيء الذي أكده كذلك الأمين العام المساعد للأمم المتحدة المكلف بالشؤون القانونية عندما ذكر في حكمه القانوني سنة 2002، أن المغرب قوة احتلال وهي الصفة الاستعمارية الوحيدة التي تميزه لأنه ليس القوة الادارية للصحراء الغربية وتواجده فيها جاء بعد الاجتياح العسكري والاحتلال بقوة السلاح. كما أن الجمعية العامة للأمم المتحدة كانت قد وصفت الوجود المغربي في الصحراء الغربية بالاحتلال وطالبت بإنهائه في لوائحها خلال سنتي 1979 و 1980.
1-      الملاحظة الأولى إذن هي أن ملك المغرب كأي مستعمر يستعمل نفس الحجج التي استهلكتها القوى الاستعمارية والعنصرية قبله التي بالنسبة لها لا توجد مستعمرات لأنها أجزاء من ترابها الوطني كما كانت فرنسا من دانكيرى إلى تنمراست وبعدها كانت جنوب افريقيا العنصرية من دوربان إلى ويندوك.
2-      الملاحظة الثانية تتمثل في إنكار وجود الشعب الصحراوي من طرف ملك الاحتلال والقول أنه عبارة عن "مواطنين مغاربة" يقطنون "أقاليم جنوبية" ليتسنى له إتهام الجزائر ونعتها بأنها طرفاً في الصراع يذكرنا بنفس التصريحات التي كان القادة الفرنسيون اثناء حرب التحرير الجزائرية العظيمة يرددونها مثلهم مثل الحكومات الاسبانية والبرتغالية والعنصرية في جنوب افريقيا التي كلها ظلت لعقود طوال تكرر دائماً أن الذين يحاربونها إنما هي دول الجوار للمستعمرات وأن حركات التحرير ليست سوى مجموعات مرتزقة وقطاع الطرق وخارجين عن القانون أوخونة يجب مواجهتهم بالحديد والنار وإعدامهم أو رميهم في السجون.
3-   إن الهجوم الواضح في خطاب ملك المغرب على هيئة الأمم المتحدة وموظفيها والتنكر لمقتضايات ميثاقها ومحاولة التنصل من الالتزامات الموقعة تحت اشرافها والدوس على قراراتها والتحدى السافر لكل قرارات الشرعية الدولية، هي الأساليب الكلاسيكية نفسها التي واجه بها رؤساء البلدان الاستعمارية المجتمع الدولي في محاولة يائسة لإطالة عمر الاستعمار والاحتلال لمستعمراتهم.
4-   أما وصف ملك الرباط لكل من لا يعتبر الصحراء الغربية ارضاً مغربية خائنا، فإنه كذلك الاسلوب الكلاسيكي المفضل لدى كل إستعمارلقمع الشعوب والتنكيل بالثوار وقتل الأبرياء وسجن الأحرار، وهو أسلوب وحشي، لاإنساني، همجي وديكتاتوري يعاني منه الشعب الصحراوي منذ 1975 نتيجة لطبيعة نظام العائلة العلوية المتسلطة صنيعة الجنرال ليوطي والضامنة لإتفاقيةإيكيس ليبان الاستعمارية المشؤومة.
مسؤولية مجلس الأمن
إن التحدي السافر لقرارات الشرعية الدولية والاستهزاء بالأمم المتحدة وعرقلة مجهوداتها الرامية إلى تصفية الاستعمار من الصحراء الغربية، أخر مستعمرة في افريقيا، يسقط القناع عن التعنت الصبياني الذي عبر عنه ملك المغرب في خطابه يوم 6 نوفمبر ويضع المجتمع الدولي وخاصة مجلس الأمن أمام مسؤولياتهم التاريخية التي تلزمهم حسب مقتضيات الميثاق إرغام المغرب على تطبيق مخطط التسوية الذي وقع عليه مع الطرف الصحراوي سنة 1991 والقاضي بتنظيم إستفتاء تقرير المصير الذي أنشأت بعثة المينورصو من أجله.
إن خطاب ملك المغرب أنهى مصداقية وصدقية مبررات وحجج الذين من داخل مجلس الأمن او خارجه حاولوا جاهدين إيهام المجتمع الدولي أن الطرف المغربي متعاون في إطار المساعي الرامية إلى التوصل إلى حل سلمي، عادل ونزيه يضمن حق شعب الصحراء الغربية في تقرير المصير. ها هو أيها السادة والسيدات المسؤولين عن احترام الشرعية الدولية وعن السلم والأمن الدوليين موقف الطرف المغربي على حقيقته !... رمي كل الالتزامات والمعاهدات والقرارات الدولية عرض الحائط.
موقف الشعب الصحراوي
وإذ تدين الحكومة الصحراوية وجبهة البوليساريو أشد إدانة محتوى خطاب ملك المغرب فإنهما تحملان هذا الأخير العواقب الوخيمة التي ستترتب عنه لا محالة لما حمله من بهتان وظلم وطغيان.
ونقول لمحمد السادس أن وحدات جيش التحرير الشعبي الصحراوي التي عرفتها قواته الغازية في الميدان مازالت جاهزة للمنازلة وأن الشعب الصحراوي مجمع أكثر من أي وقت مضى على انتزاع الاستقلال الوطني مهما كلفه ذلك من تضحيات جسام.
إن محاولة التنصل من كل الالتزامات والقرارات وضعت المغرب في عزلة دولية غير مسبوقة ومواجهة مع الهيئات الدولية والحقوقية العالمية حيث لم تنفعه سياسة الرشوة والابتزاز وإنشاء اللوبيات في العديد من العواصم.
إن سياسة الأمر الواقع والضم بالقوة لأجزاء كبيرة من أراضي الجمهورية الصحراوية وتشريد وقمع الشعب الصحراوي وإتهام دول الجوار واغراق المنطقة بالمخدرات في تناغم تام وتنسيق مفضوح مع شبكات الجريمة المنظمة جعلت من سياسة المملكة المغربية في المنطقة المعرقل الرئيسي أمام السلام والاستقرار وعقبة في وجهة تنمية وتقدم شعوبها.
إننا نوجه بإسم الشعب الصحراوي نداءً عاجلاً إلى الأمم المتحدة والاتحاد الافريقي وخاصة إلى أعضاء مجلس الأمن لتحمل مسؤولياتهم في إنهاء مسار تصفية الاستعمار من الصحراء الغربية من خلال تمكين الشعب الصحراوي الذي تعامل بكل مسؤولية ورزانة مع المجهودات الحميدة للمنظومة الدولية من حقه غير القابل للتصرف في تقرير المصير  والاستقلال.


شارك الموضوع:

التصنيفات:

اسم الكاتب

نبدة عن الكاتب.....:

  • لإضافة الرموز تظهر أيقونات