شريط الأخبار

أقسام الموقع
يتم التشغيل بواسطة Blogger.

"أمير مؤمنين" بالاستعمار!

بقلم : جمال لعلامي
جارنا الملك، بدل أن ينصاع للتهدئة والتعقل ولغة الحوار، راح يصرّ إلحاحا على التصعيد والتحامل والتطاول، في حقّ الجزائر، محرّضا عليها الأمم المتحدة، أو لا أدري ممن، من أجل "تحميلها المسؤولية"(..)، كشرط من شروط حلّ النزاع في قضية الصحراء الغربية!
محمد السادس، استغل ما يسمى بـ"المسيرة الخضراء"، وما يسميها ضحاياه بـ"المسيرة الحمراء"، قصد صبّ البنزين على النار، عوض تفكيك القنابل التي تلغم مشروع اتحاد المغرب العربي المجمّد بسبب تهرّب المخزن وعدم التزامه بتنفيذ اتفاقياته وبنود تأسيسه!

لم يجد "أمير المؤمنين" حرجا في تمجيد الاستعمار، حيث دافع عنه في الصحراء الغربية المحتلة، وقال أنه لن يتنازل ولن يتفاوض، إلاّ إذا تعلق الأمر وفقط باقتراحه القاضي بالحكم الذاتي!

الملك، يُعارض بهذا المنطق والخيار واللعب بالنار، قرارات هيئة الأمم المتحدة، وتوجهات مجلس الأمن الدولي، وتحذيرات منظمات حماية حقوق الإنسان، وبذلك، فإن خليفة الراحل الحسن الثاني، يلحّ على تمديد عُمر الاحتلال بالصحراء الغربية، دون أن يشير إلى احتلال اسبانيا لمدينتي سبتة ومليلية المغربيتين!

الحكومة الصحراوية كانت سريعة وفورية في وضع النقاط على الحروف، وتقييم "خطاب" ملك المغرب، حيث أكدت أن القضية التي يُريد إقحام الجزائر فيها، تبقى مسألة ثنائية بين المغرب والبوليبزاريو!

مشكلة المخزن، أنه يُريد من الجزائر أن تتنازل عن مبادئها التاريخية والثورية غير القابلة للتنازل أو التفاوض، خاصة وأن القضية تتعلق بقضايا التحرّر في العالم ومسألة تصفية الاستعمار!

احتار المراقبون في حقيقة هذا المرض المخزني المزمن، فلا يكاد يخطب الملك أو يصرّح وزير من وزرائه، إلاّ وأقحموا الجزائر في هرقطاتهم، وبطبيعة الحال بالإساءة والاهانة والاستهداف، وهذا هو حسن الجوار، وهذا هو مفتاح إعادة فتح الحدود في منظور المسؤولين المغاربة!

الحدود لن تـُفتح هكذا بتحيين التحامل، ولا بمواصلة اختراق هذه الحدود ورعاية مهربين و"حلابة"، ولا بتسريب وتهريب المخدرات، مثلما لن تـُفتح الحدود بالنبش في الجراح عوض مداواتها، ولعلّ الخطاب الأخير للملك المغربي، ليس سوى مؤشر آخر على منطق البحث عن إبرة والأعين مغمضة وسط مستودع مملوء بالعشب اليابس!


عندما يُقنع المخزن نفسه بالتخلص من "عقدة" الجزائر، ويُعلن توبته، ويعترف ويعتذر، عندها من المحتمل أن تـُفتح الحدود بما يكرّس مبدأ "رابح رابح" بين الجزائر والمغرب!

شارك الموضوع:

التصنيفات:

اسم الكاتب

نبدة عن الكاتب.....:

  • لإضافة الرموز تظهر أيقونات