شريط الأخبار

أقسام الموقع
يتم التشغيل بواسطة Blogger.

راي صمود : مصداقية الام المتحدة بالصحراء الغربية من جديد على المحك !


 


لازال ابطال ملحمة اكديم ازيك القابعين خلف قضبان سجون الاحتلال المغربي الرهيبة ينتظرون تحقيقا دوليا يكشف حقيقة ما جرى فجر الثامن من شهر نوفمبر 2010 بمنطقة اكديم ازيك بالعيون المحتلة, وينقذ ما تبقى من مصداقية الامم المتحدة لدى الصحراويين من الانهيار.
لقد كان نزوح اكثر من 30 الف مواطن ومواطنة صحراوية من بيوتهم الى العراء بمثابة رسالة قوية للعالم للمطالبة بتصفية الاستعمار من الصحراء الغربية التي احتلها المغرب بتاريخ 31 اكتوبر 1975 , وظل يستنزف ثرواتها الطبيعية, ويضطهد شعبها تحت حصار عسكري وامني واعلامي مطبق وفي غياب حماية دولية تقيهم شر انتهاكاته الجسيمة الرامية الى اخضاعهم بقوة الترهيب و التجهيل والتفقير بعد ان فشل في ابادتهم او نفيهم عن وطنهم بالكامل.
ان ذلك النزوح الجماعي الفريد من نوعه - ما يناهز 8000 خيمة - الذي لفت انتباه العالم الى حقيقة النزاع في الصحراء الغربية, اسقط ورقة التوت عن عورة الاحتلال المغربي, خصوصا بعد فشل اذياله وازلامه و اركان نظامه على مختلف المستويات, من احتواءه لاعادة تسويقه اعلاميا وسياسيا على انه نتيجة طبيعية لديمقراطية وانفتاح نظام محمد السادس .
لقد كان الصحراويون تحت خيمهم بمخيم اكديم ازيك, ينتظرون رد ا قاسيا من اجهزة الاحتلال المغربي القمعية, التي تتربص بهم, ولكنهم كانوا حرصين على ان يكون العالم شاهدا على سلمية احتجاجاتهم وشرعية مطالبهم, وردود فعل الاحتلال المغربي القاسي عليها, هذا كل ما كان يريده الصحراويون بعد ان خاب ظنهم في بعثة الامم المتحدة التي لم تتمكن انذاك حتى من تحرير مقر اقامتها من عزو اعلام الاحتلال المغربي, وسيارتها من غزو اشاراته احرى بها ان تساهم في حمايتهم من جبروته كلما دعت الضرورة لذلك.
لقد كان تعامل البعثة الاممية بالعيون المحتلة مع الهجوم المغربي الهمجي على مخيم اكديم ازيك السلمي فاضحا, ان لم نقل انه كان عربون تواطؤ بكل ما تحمله الكلمة من معنى, فلم يصدر عنها فيما نعلم الى الان ما يعبر بشكل واضح عن ادانتها لسلوك الاحتلال المغربي الهمجي ضد ابرياء عزل ومسالمين في ذلك اليوم, ربما وجدوا في الشريط الذي حبكت فصوله المخابرات المغربية, بعد ان دست في صفوف الصحراويين اشخاصا مشبوهين يحملون اسلحة بيضاء, ويستعملون العنف ضد قواته, للاساءة للهبة الجماهيرية السلمية ضده, ذريعة للتخلص من المسؤوليات الملقاة على عواتقهم.
وحتى لو افترضنا جدلا ان بعض الصحراويين واجه العنف الممارس ضده وابناء شعبه بعنف مماثل الم يكن حري بالامم المتحدة ان تبحث ليس عن مستعملي العنف والعنف المضاد فقط, بل و عن الاسباب الكامنة وراء خروج الاف الصحراويين الذين كانوا يمثلون مختلف الشرائح والاجناس والاعمار, ثم عن المستفيد الاول من تفكيك مخيمهم السلمي والحاق الضرر المادي والمعنوي بهم حتى لا يتكرر المشهد ثانية, اذا لم نقل انه كان على الامم المتحدة ان تتدخل لحماية الصحراويين المسالمين قبل ان يحدث ما كان متوقعا ان يحدث بالفعل.
ان التلويح باحداث الية لمراقبة حقوق الانسان بالصحراء الغربية لم يكن في حقيقته سوى حفظ لماء الوجه ومحاولة لربح مزيد من الوقت في انتظار ان تهدا العاصفة. بدليل ان مجرمي الاحتلال المغربي الذين ارتكبوا جريمتهم الشنعاء ضد الصحراويين المسالمين الابرياء, لا زالوا الى الان طلقاء ومن بينهم طبعا من ساهموا في ابادة الصحراويين بالنابالم والفوسفور غداة احتلال المغرب للصحراء الغربية, في حين انتقم الاحتلال المغربي من ابطال ملحمة اكديم ازيك الذين ساهموا في تاطيرها وفي الحفاظ على سلميتها حتى تمكنت من ايصال رسالتها على اكمل وجه, وفي ذلك ما يدل على ان هناك تواطؤ مع سياسة الاحتلال المغربي التي تسعى الى اخماد نار الانتفاضة السلمية.
وسيظل اعتقال ابطال ملحمة مخيم اكديم ازيك القابعين خلف قضبان الاحتلال المغربي والاحكام القاسية التي صدرت في حقهم وصمة عار تلاحق الامم المتحدة ومنظماتها المدافعة عن حقوق الانسان, اذا لم يتم اطلاق سراحهم بسرعة, وايجاد الية لحماية الصحراويين التي ستشكل دليلا على مصداقية وجدية الامم المتحدة المهتزة في حماية الصحراويين في انتظار حل عادل ودائم لقضيتهم العادلة.


شارك الموضوع:

التصنيفات:

اسم الكاتب

نبدة عن الكاتب.....:

  • لإضافة الرموز تظهر أيقونات