وزير الخارجية يستعرض مع الصحافة موقف الاتحاد الافريقي وعودة كريستوفر روس والحرب على المخدرات
القلق الافريقي أمام مواصلة الاحتلال لأراضي الجمهورية الصحراوية
فبخصوص الموقف الافريقي عبرت
قمة رؤساء دول وحكومات الاتحاد الافريقي منذ يومين في دورتها الرابعة والعشرين المنعقدة بأديس ابابا (أثيوبيا) عن قلقها أمام استمرار
الاحتلال للأراضي الصحراوية من طرف المملكة المغربية وطالبت هذه القمة من المجتمع الدولي
الإسراع في تنظيم الاستفتاء الذي تم تأجيله طويلا وقررت من جهة ثانية تنظيم أنشطة في
الأراضي المحررة من الجمهورية الصحراوية للتعبير عن التضامن الإفريقي مع نضال الشعب
الصحراوي من أجل الحرية والاستقلال.
إن هذا
الموقف الإفريقي الواضح المبدئي والمتقدم من مسألة تصفية الاستعمار من الصحراء الغربية
التي تعد ويعتبرها الاتحاد الافريقي آخر مستعمرة في ألقارة هذا الموقف ، يعبر عن إرادة
صادقة وتصميم حقيقي للقادة الأفارقة في غالبيتهم العظمى في العمل الجدي لإنهاء الاستعمار
والقضاء على آخر معاقله في القارة.
لقد
أثبت النقاش وأكدت المداولات على مستوى مجلس الوزراء (المجلس التنفيذي) وعلى مستوى
القمة (رؤساء الدول والحكومات) أن افريقيا لا تقبل سياسة المماطلة التي أنتهجها مجلس
الأمن في التعامل مع الخلاف الصحراوي – المغربي. وركزت القمة على أن الاتحاد الافريقي
هو شريك الامم المتحدة باعتبارهما اللذين أشرفا على المفاوضات بين الطرفين والتي تمخضت
عن التوقيع على مخطط التسوية لسنة 1991 والقاضي بتنظيم استفتاء تقرير المصير الذي شكلت
المينورصو من أجل تنفيذه والذي يعمل المحتل المغربي على تأجيله كل سنة بتأييد علني
من فرنسا، العضو الدائم بمجلس الأمن.
إذا
كان التحرك الإفريقي الجديد مؤشراً على رفض سياسة المناورات المغربية واعتماد العرقلة
والمماطلة لمنع الشعب الصحراوي من ممارسة حقه في تقرير المصير فإنه شكل حقيقة دامغة
تتمثل في عزم الاتحاد الافريقي المشاركة الفعلية في مجهودات المجتمع الدولي الرامية
إلى حل خلاف إفريقي يهم القارة قبل غيرها ولا يمكن نتيجة لذلك تهميش أو بالأحرى إستبعاد
الاتحاد الافريقي، المعني الأول عن هذا الموضوع كما يريد المحتل المغربي. ومن هذه الزاوية
طالبت القمة من رئيسة المفوضية السيدة زوما ومبعوث الاتحاد الافريقي الخاص بالصحراء
الغربية الرئيس الموزمبيقي السابق السيد شيصانو تنسيق المجهودات والتحرك مع الامم المتحدة
ومبعوثها الخاص السيد كريستوفر روس لإنهاء خلاف عمر طويلا وسبب في معاناة كبيرة لشعب
يعاني البطش الهمجي من طرف محتل مستهتر ومتهور لا يعرف إلا سياسة الابتزاز والتزوير
والرشوة غير قادر حتى الان على تحمل المسؤوليات التاريخية لإحلال السلام العادل، بدل
الهروب إلى الأمام والسباحة عكس التيار التاريخي والحتمي والمعاصر الذي سينتهي إلى
فرض سيادة الشعب الصحراوي على أرض أجداده مكرما معززا.
الإعلان عن عودة المبعوث الخاص إلى التحرك
اما بخصوص التطورات الاخيرة بخصوص القضية الصحراوية اكد وزير الخارجية إن الطرف
الصحراوي يعبر من جديد عن إستعداده التام للتعاون والتعامل مع الأمم المتحدة ومبعوثها
الخاص سعادة السفير كريستفور روس كما فعل في السابق منذ دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ
سنة 1991 مروراً بمرحلة تحديد هوية الناخبين في إستفتاء تقرير المصير إلى نهايتها سنة
1999 وخلال المراحل التي أتت بعدها وكل ذلك بالرغم من التعنت الطرف الأخر والعراقيل
التي يتعمد خلقها في كل مرحلة.
إن الشعب
الصحراوي وقيادته سيطلبان من مبعوث الأمم المتحدة التقدم في تنفيذ المهمة التي أتت
من أجلها المنظمة الدولية والتي خلقت بعثة خاصة لتطبيقها، المهمة التي لا تزيد على
تنظيم تنظيم استفتاء لتقرير المصير يقرر فيه الشعب الصحراوي مستقبله بكل حرية وشفافية
وديمقراطية. هذه المهمة الواضحة التي وقع عليها الطرفان الصحراوي والمغربي تحت إشراف
الأمم المتحدة والوحدة الإفريقية بعد أزيد من 16 سنة من الحرب المدمرة والعدوانية التي
فرضت على الشعب الصحراوي أصبح تنفيذها لا يقبل التأجيل.
لقد
ساهم الطرف الصحراوي بكل مسؤولية وحكمة في عمل الأمم المتحدة ومجهوداتها وتعاطي خلال
23 سنة بكل إيجابية ومرونة وأظهر خلال العقدين المنصرمين إستعداد الشعب الصحراوي للمساهمة في احلال السلام والأمن في المنطقة و إرادته الدخول في مرحلة جديدة مع جارته الشمالية، المملكة
المغربية، تنهي حالة المواجهة والتدمير وتفويت الفرص على الشعوب والأجيال المقبلة وهذا
على أساس ما تم الاتفاق عليه.
ويبقى
اليوم واضحاً أنه أضحى على الأمم المتحدة الإسراع في وتيرة تصفية الاستعمار من الصحراء
الغربية من خلال تحديد تاريخ الاستفتاء وتقرير المصير لمنع التراجع وتعريض المنطقة
من جديد إلى الخطر الأكبر وذلك تنفيذا لمهمتها في الصحراء الغربية وطبقا للمشروعية
الدولية التي يحاول المحتل المغربي عرقلتها بالمناورة والابتزاز.
الحرب على المخدرات
وفيما يتعلق بالحرب على المخدرات ابرز محمد سالم السالك ان الحكومة الصحراوية وجبهة البوليساريو تريد أن تلفتا أنظار الرأي العام العالمي إلى تدفق
المخدرات بطريقة هجومية ومحمومة من المغرب إلى
دول الساحل والصحراء ودول شمال إفريقيا. ان تجار وبارونات المخدرات يشكلون شبكاتهم
الاجرامية لتسريب المنتوج المغربي بتواطؤ مع الجهات الرسمية المغربية العسكرية والامنية
. إن هذا الأمر لا يعتبر سراً ولا يخفي على المؤسسات الدولية المختصة ومختلف الأجهزة
المسؤولة عن مكافحة الجريمة المنظمة العابرة للحدود. ان المغرب اصبـح دولة راعيـة لتجـارة
المخـدرات – Pays
narco-trafiquant- .
إننا
نوجه نداءاً عاجلا إلى الأمم المتحدة ،الاتحاد الافريقي و الاوروبي لإجبار المملكة المغربية على الوقف الفوري لهذه السياسة
الإجرامية التي تعتبر مصدراً للخلافات والحروب وعدم الاستقرار في المنطقة .
المطالبة بإلغاء منتدى كرانس مونطانا CRANS MONTANA ومقاطعته :
وفيما يتعلق بعقد منتدى كرانس مونتانا بالداخلة المحتلة طالب
الاتحاد الافريقي الدول الأعضاء والمجتمع المدني وكل المنظمات مقاطعة المنتدى الذي
يحاول المغرب تنظيمه بالتعاون مع المنظمة السويسرية كرانس مونطانا بمدينة الداخلة المحتلة
في محاولة يائسة لتشريع الاحتلال وتسويقه. كما وجه الاتحاد الافريقي نداءاً إلى المنظمة
السويسرية المذكورة لإلغاء هذه التظاهرة التي تعارض وتخرق القانون الدولي و من شأنها
أن تفجر مواجهات في البلد وبين طرفي النزاع مع تأثيرات ذلك على مجهودات السلام الأممية-
الافريقية الحالية.
شارك الموضوع:
اسم الكاتب
نبدة عن الكاتب.....:
